حتى يعيش ابنك عمر المراهقة.. بدون مطبات خطرة .
مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الشباب وهي تحتاج إلي عناية شديدة ومتابعة مستمرة من الأم حتي تصل بأبنائها إلي بر الأمان بعيدا عن مواطن الانحراف واكتساب السلوكيات والأخلاقيات المرفوضة لكن ما هي محطات الخطر التي يمكن أن يتعرض لها المراهقون وكيف يمكن التصدي لها ومعالجتها قبل أن تهدد مستقبلهم؟!.
.المراهقة تختلف من فرد لآخر ومن بيئة جغرافية إلي أخري فهي تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربي في وسطها المراهق وفي مجتمع المدينة عنها في الريف والعامل الرئيسي والمحرك بجميع المجتمعات هي الأم ودورها تجاه أبنائها وهناك أشكال مختلفة للمراهقة منها مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات وأخري انسحابية حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه ليتأمل ذاته ومستقبله ومراهقة عدوانية حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان علي نفسه وعلي غيره من الناس.
والسبب في حدوث المشاكل بين الآباء والأبناء المراهقين يكمن في اختلاف مفاهيم الأمهات والآباء عن مفاهيم الأبناء وكذلك اختلاف البيئة التي نشأ فيها الأهل وتكونت شخصيتهم خلالها وبيئة الأبناء وهو ما يدفع الأبناء إلي الإحجام عن الحوار مع أهلهم لأنهم يعتقدون أن والديهم لا يستطيعون فهمهم ومعالجة هذه المشكلة
لذا فإن النصيحة التي أوجهها للآباء هي ضرورة تفهم وجهات نظر الأبناء بحيث يشعر المراهق بوجوده وشخصيته وأنه معترف به وأن له حقا مشروعا داخل بيته وأسرته.. فمن المهم أن يجد آذاناً صاغية وقلوبا متفتحة من الأعماق تريد أن تسمع له وتفهم مشكلاته بدلاً من الانشغال عنه بأمور الحياة ومحاولة سلب إرادته وعدم الوثوق بآرائه.
والمشكلة الثانية التي قد نصادفها هي عصبية المراهق واندفاعه وحدة طباعه وعناده ورغبته في تحقيق مطالبه بالقوة والعنف الزائد وتوتره الدائم بشكل يزعج المحيطين به.. لكن علينا أن نعلم أن عصبية المراهق لها أسباب كثيرة منها الوراثة وفي هذه الحالة يكون أحد الوالدين عصبيا وأيضا نشأة المراهق في جو تربوي مشحون بالعصبية والسلوك المشاكس كما أن الحديث مع المراهقين بفظاظة وعدوانية يؤدي بهم إلي أن يتصرفوا ويتكلموا بنفس الطريقة فالمراهقون في معظم الأحيان يتعلمون العصبية من الوالدين ويدفعهم ذلك إلي عدوانية السلوك وبجانب ذلك تشدد الأم المفرط علي أبنائها قد يحولهم إلي متمردين. وهناك أسباب أخري لعصبية المراهقين كضيق المنزل ويكون علاج هذا بالحب والأمان والعدل والاستقلالية .
المشكلة الثالثة هي ممارسة المراهق للسلوك المزعج وهنا يجب علي الأم أن تتنبه لسلوكيات أبنائها كعدم مراعاة الآداب العامة والاعتداء علي الناس وقد يكون الإزعاج لفظيا أو عمليا والحل هنا تبصير المراهق بمسئولياته التي تقع علي كاهله وكيفية الوفاء بالأمانة وتعويده وتدريبه علي فعل الخير وتصويب المفاهيم الخاطئة في ذهنه فالسلوكيات المزعجة عندما تصدر من المراهق فهي تعبر عن رغبته في تحقيق مقاصده الخاصة والأفكار الخاطئة التي تصل لذهنه من أن المراهق هو الشخص القوي الشجاع وهو الذي يأخذ حقوقه بيده لا بالحسنى.
والمشكلة الرابعة هي تعرض المراهق إلي سلسلة من الصراعات النفسية والاجتماعية المتعلقة بصعوبة تحديد الهوية ويظهر ذلك في شعوره بضعف الانتماء الأسري وعدم التقيد بتوجيهات الوالدين وهذا يرجع إلي غياب دور الأبوين في التوجيه السليم والمتابعة اليقظة مع تعايش المراهق في حالة صراع بين الحنين إلي مرحلة الطفولة المليئة باللعب وبين التطلع إلي مرحلة الشباب المتخمة بالمسئوليات مع ضعف الاهتمام الأسري بمواهب المراهق والتشدد علي سلوكياته الخاطئة وتأنيب الوالدين له أمام إخوته وعلاج هذه المشكلة يكمن في سماح الأبوين لأبنائهم بالتعبير عن أفكارهم الشخصية وتوجيههم نحو البرامج الفعالة وتطبيق مفهوم التسامح معهم ومنحهم الفرصة لممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية وتقوية الوازع الديني من خلال أداء الفرائض الدينية وهنا يكون دور الأبوين هاما وضروريا في تقليص مساحات الاختلاف مع وضع أهداف عائلية مشتركة والسماح للمراهق باستضافة أصدقائه في المنزل .
إن المراهق يحب المغامرات وارتكاب الأخطاء والميل إلي التقليد ومرحلة المراهقة بخصائصها ومعطياتها هي أخطر منعطف يمر به الشباب وأكبر منزلق يمكن أن تزل فيه قدمه إذا انعدم التوجيه والعناية من الأبوين والأسرة بأكملها وأبرز المخاطر التي يعيشها المراهقون في تلك المرحلة هي فقدان الهوية والانتماء والهدف الذي يسعون إليه وتناقض القيم التي يعيشونها ما بين الأسرة والمجتمع فضلا عن مشكلة الفراغ.. وقد أثبت العديد من الدراسات أن السبب وراء انحدار مرحلة المراهقة هو غياب دور الأم أساسا وحتي نعالج تلك المشاكل يجب إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشاكله ويجب علي الأم التقرب لأبنائها في هذه المرحلة وإحاطته علما بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوع حتي لا يقعوا فريسة الجهل والإحساس بالضياع لأن الانحرافات التي تحدث للمراهق تكون نتيجة حرمانه في المنزل والمدرسة من العطف والحنان