السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يروي لنا الميرزا هادي الحائري في كتابه ( معجزات وكرامات ) ص 53, عن الشيخ مرتضى الاشتياني عن استاذه الحاج ميرزا حسين الخليلي الطهراني، عن احد المشايخ عندما جاء لزيارة الحسين (ع) في كربلاء - وهو احد علماء عصره ومن ابرز تلامذة صاحب الجواهر- يقول: في زماننا كان احد تجار بغداد المعروفين من (آل كبه) له ولد واحد لاغير، وقد كان يحيطه بالرعاية والشفقة والاهتمام المنقطع النظير، غير ان هذا الولد العزيز اُصيب ( بالتيفوئيد) وهو مرض خطير، واستفحل المرض حتى يئس الاطباء منه الى أن أشرف على الموت والهلاك، وكانت امه من السادة (علوية) ولشفقتها جاءت به الى كربلاء ودخلت حرم ابي الفضل العباس كي تتوسل به وتطلب شفاء ولدها، والتمست من سدنة الحضرة الشريفة (الكليدر) أن يأذن لها ولولدها بالمبيت في الحضرة فكان يمتنع اشد الامتناع، الى ان قبل بعد الحاح واصرار وأوصى بقية الخدم في بقاء العلوية والمريض ولما جن الليل بظلامه خرج الكليدار الى بيته تاركاً المريض الشاب في الحرم وأوصد الابواب دونه.
يقول الميرزا الخليلي الطهراني : نقل لي ذلك الشيخ الذي كان يحضر معنا درس صاحب الجواهر أنه في تلك الليلة جاء لزيارة الحسين (ع) وهو لا يعلم بقصة ذلك التاجر من (آل كبه) وابنه المريض ومجيئهم الى حرم الحسين.
يقول الراوي في هذه الليلة رأيت في عالم الرؤيا اني قصدت حرم الامام سيد الشهداء وقد دخلت الحرم من جهة مرقد حبيب بن مظاهر، فرأيت فضاء الحرم من (فوق الرأس) مملوءاً بالملائكة، وفي المسجد المحاذي لجهة الرأس وضع تخت (كرسي) وإذا بالنبي (ص) قد جاء والامام أمير المؤمنين يتبعه فجلسا عليه، وفي الاثناء جاء ملك الى النبي وقال: ( السلام عليك يارسول الله، السلام عليك ياخاتم النبيين) ثم قال: ان حضرة باب الحوائج أبا الفضل يقول يارسول الله هذه العلوية زوجة الحاج (آل كبه) ولدها مريض وجاءت تتوسل بي، ارجو ان تدعو من ساحة المولى سبحانه حتى يشفى ولدها.
فرفع النبي (ص) يديه للدعاء ثم بعد لحظات قال (ص) موت هذا الشاب امر حتمي – فرجع الملك بالجواب.
بعد لحظات أُخر جاء ملك آخر ونفس الطلب ذكره للنبي (ص) والنبي (ص) رفع يديه للدعاء وبعد لحظات كان نفس الجواب الاول المتقدم – موت الشاب امر حتمي – فرجع الملك.
وفي الاثناء يقول الشيخ رأيت ان الملائكة الذين كانوا حاضرين في الحرم قد اضظربوا واصيبوا بحركة وزلزلة، قلت مالخبر؟
فنظرت واذا أرى حضرة ابي الفضل العباس (ع) جاء بنفس الحالة التي استشهد بها في كربلاء.
جاء العباس (ع) وقال: السلام عليك يارسول الله السلام عليك ياخير المرسلين، ان العلوية الفلانية جاءت وتوسلت بي في شفاء ولدها. فاما ان تطلب من ساحة الجليل عزوجل ان يشفي هذا الشاب وأما ان يمحي عني اسم (باب الحوائج).
ولما سمع النبي (ص) هذا الكلام اغرورقت عيناه بالدموع والتفت تحو الامير (ع) وقال: ياعلي انت ايضا ادعو معي.
كلاهما توجها الى ساحة عز وجل وتوجها الى السماء ورفعا ايديهما بالدعاء.
بعد لحظات جاء ملك من ساحة المولى القدسية يبلغ نبيه السلام ويقول الحق: ان لقب باب الحوائج باق للعباس (ع) وان الشاب قد شفي.
يقول الشيخ الراوي لهذه الرؤيا: فوراً انتبهت من النوم ولما لم يكن عندي خبر عن القصة تعجبت كثيراً وقلت هذه الرؤيا صادقة وصحيحة وفي هذا اسرار وكان الوقت في السحر، وفي موسم الصيف ولم يبق عن اذان الصبح الاساعة واحدة مما ذهبت نحو منزل الحاج آل كبه لأبحث عن صاحب الولد المريض فاُخبرهُ.
يقول الشيخ الرواي: لما دخلت المنزل رأيت والد الشاب يمشي في وسط البيت وهو يلطم على رأسه وصدره، وقد وضع ولده في غرفة – وحده – وهو متيقن من موت ولده!
فقلت له: ماذا حصل؟
قال: وأي شئ يريد ان يحصل بعد هذا؟
يقول الشيخ: اخذت بيد الوالد وقلت له اهدأ وتعال معي، اين ولدك؟
إن الله سبحانه قد شفا ولدك فلا خوف ولا خطر فتعجب ثم دخلنا غرفة الولد فرأينا الولد – الذي اختطفه الموت – قد عاد حياً مبرءاً من كل مرض، وذلك بقدرة الله تعالى؛ وقد رأيناه مشغولاً في صورته، ولما راى الوالد هذه الحالة اسرع الى ابنه واحتضنه. اما الولد فقد صرخ وقال انني جائع اعطني الاكل، وكأنما لم يمسه اي مرض وألم.
هذه شفاعة قمر بني هاشم؛ ابي الفضل العباس(ع)انه حقاً باب الحوائج
اللهم صلى على محمد وال محمد
السلام عليك ياساقي العطاشى كربلاء
السلام عليك ياكافل العقيله زينب
السلام عليك ياقمر بني هاشم
من القلب الى القلب
مع تحياتي
غــــــــــروري أذلــــــــــك فيــــــــــــه