بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمَّد وآل محمَّد..
الأجدرُ بالأخواتِ الكريماتِ أن يشتغِلْن في أيام عاشوراءَ بالتعزيةِ في المآتم، فإنَّ ذلك أحظى عندَ الله تعالى منَ الخروجِ لمشاهدةِ المواكبِ الحسينيَّة، فإنَّ في الخروج مظنَّة الوقوعِ في بعض المحاذيرِ الشرعية كمزاحمة الرِّجال أو تصفُّحِ بعض مرضى القلوب لوجوهِهنَّ، وقد يترتَّبُ على تقصُّد المشاهدة للمواكب الوقوعُ في محذورِ الرِّيبة والتي هي من مصائدِ الشيطان.
على أنَّ المشاهدةَ لا تُعَدُّ من المساهمةِ في الإحياء لأمر أهل البيت (ع)، وعلى عكس ذلك الحضورُ في مجالس العزاء والجأرِ بالواعية على الحسين الشهيد (ع)، فإنَّ ذلك هو المناسبُ لمقامِ النساءِ، وهو الذي دُعين له من قِبَل أهل البيت (ع).
فالمرأةُ المؤمنةُ هي من تتحرَّى موطنَ الرِّضا لأهل البيت (ع)، وتحرصُ على عدمِ تجاوُزِه حتَّى تحظى يومَ القيامةِ بشفاعةِ سيدةِ النساءِ فاطمةَ، والتي أفادَت أنَّه خيرٌ للمرأةِ أنْ لا ترى الرجالَ وأنْ لا يراها الرِّجال.
أيَّها الأخواتُ الكريمات، لِنبحثْ في أنفسنا عن منشأ الخروجِ للمشاهدة، فإنْ كان ذلك لهوىً نجدُه في أنفسنا، فلا ينبغي للمؤمن أن يكون الدافعُ لعمله هوى النفس، وإنْ كانَ ذلك حبًّا في الحسين (ع)، فالتحبُّب للحسين (ع) إنَّما يكون بفعلٍ هو يحبُّه ويرضى بممارسَتِه.