مقال الدكتور علي هلال : القرضاوي بين الحمار والأسد
مدونة الدكتور علي هلال
http://www.aldair.net/forum/showthread.php?t=73526يحسد الأسد ملك الغابة ، وكيف أنّ بقية الحيوانات تحترمه وتخاف منه ، وكل منها يريد أن يفوز بخدمته ، وهو على ضخم جثته يتحمّل البلوى والاضطهاد من كل الحيوانات ، وتمنى أن يكون أسداِ ولو لفترة بسيطة ينعم بالملكية والزعامة ؛ فقرر أن يطلب ذلك من إدارة الغابة، وفعلا استجابوا لطلبه على أن يلبس جلد أسد ، ولا يُخرج أيّ صوت ، فوافق على ذلك ، ولبس جلد الأسد ،ونظر إلى نفسه فطار فرحا ،وأخذ يمشي وسط الغابة باختيال وكل من يلقاه ينحني له إجلالا ، وظلّ هكذا يمشي في خُيلائه والحيوانات تنظر إليه باحترام على أنّه أسد طبعا ، وفي أثناء ذلك والحيوانات تنظر إليه ووسط نشوته ، وإذا به ينهق ؛ فدهشت الحيوانات ؛فالأسد يزأر ولا ينهق ؛ حينها اكتشفت بأن هذا حمار لبس جلد أسد ليوهم الحيوانات أنه أسد ولكن الطّبع غلب التطبّع ورجع إلى نهيقه وفضح نفسه ؛؛؛؛؛؛؛
الدكتور القرضاوي حفظه الله"والأمثال لا تعارض " ظلّ ردحا من الزمن يمارس الخطاب الإسلامي المعتدل ويدعو إلى الوحدة الإسلامية ، ويبتعد عن التدخل في خصوصيات المذاهب الإسلامية الأخرى ، ويمقت التعصب حتى أصبح رئيسا لاتحاد علماء المسلمين واتّخذ آية الله محمد علي ألتسخيري نائبا له ، وظلّ هكذا ينظر إليه المسلمون .بنظرة احترام وتقدير ؛ وإذا به فجأة يرفع عقيرته في مؤتمر الدوحة ، ويدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور خوفا من انتشار المذهب الشيعي في البلدان الإسلامية ذات الغالبية السنية ، فينصبّ عليه العتاب على هذا القول كونه يتقلد هذا المركز المتقدم في العلم الإسلامي ، وفي هذا التوقيت بالضبط ؛ فراح يبرر ويشرح ويوضّح ويخفي سوأت أقواله ، وينتهي كل شيء ، ولكن أنى للتطبّع أن يغلب الطّبع ، وإذا به مرة أخرى يلقي بورقة التّوت التي كان يتستّر بها ، ويرجع في هذه المرة إلى طبعه الأموي فيرمي الشيعة بالخطر وأنهم أصحاب البدع وأنّهم يمثلون خطرا لايمكن السكوت عنه ، ولقد هُزم السنة في كل مكان من قبل الشيعة مصرحا بذالك لمجلة ( المصري اليوم ) في مقابلة معه . ومعللآ ذلك الانتشار بسبب المليارات التي ينفقها الشيعة على نشر التشيع والتبشير به ، وإلى ضعف المناعة لدى السنّة ؛؛؛
ونحن نقول للشيخ القرضاوي هداه الله إلى مذهب الحق كما هدى الذين من قبله ، إنّ هذا المذهب هو مذهب الفطرة حيث يقوده أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، وجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، فلا يحتاج ياشيخ لأجد ان ينشره أو يبشّر به ؛ فهو يحمل بذرة المقاومة والانتشار في بنيته ؛ وكيف لا ونحن أهل البيت لايقاس بهم أحد كما تروون ؟ كيف لا وأنتم تروون أنّهم عدل الكتاب ؟ لقد فتّش أعداؤهم من الأولين والآخرين عمّا يمكن أن يكون قد صدر منهم زلة أو سهو فلم يجدوا ، حتى إذا كذبوا عليهم وافتروا فضحهم الله وكشف أكذوبتهم ؛
وأنت تعلم يا شيخنا العزيز الوقور أكثر من غيرك ما ذا فعل أسلافك الأمويون بأهل البيت وأتباعهم من التقتيل والتنكيل والتشريد ، ثمّ العباسيون من بعدهم ، والعثمانيون وراءهم ، وهاهو دولار النفط يطاردهم في كل مكان ، ومع ذلك فهاهم يسجلون انتصاراتهم في كل ميدان : عقائدياً وعسكرياً وعلمياً وسياسياً ويقلبون الطاولة على رؤوس أعدائهم من الأولين والآخرين ؛
يا شيخ نحن لم نبشر بالتشيع أو الدعوة إليه ولكن إذا سُئلنا عن الصلاة الإبراهيمية والتي تتضمن الصلاة على محمد وآل محمد و.فيما إذا كان الصحابة يجب عليهم أيضا في صلاتهم الصلاة على آل محمد وفي مقدمتهم علي بن أبي طالب (ع) وأجبنا بانّ صلاتهم أي الصحابة غير مقبولة إذا لم يصلوا على علي (ع) ، فيقولون إذا الذي أُمر الله الصحابة بالصلاة عليه خير منهم واستحقّ الإمامة . وهم يقيمون ياشيخ الصلاة كلّ يوم ويصلون عليهم ويرون أنّهم مقرونون بالرسول (ص) ويقرأون حديث الكساء في صحاحكم ، وحديث : أهل بيتي فيكم كسفينة نوح .... وحديث الثقلين فينتبهون من غفلتهم ويلعنون اليوم الذي ابتعدوا فيه عن نهج أهل البيت (ع)ويلعنون الساعة التي غرّروا ا فيها للإلتحاق بقافلة الأمويين الطلقاء أعداء الله ورسوله وأهل بيته الطاهرين فيعيدون حساباتهم ، بدون عقد ولا فلسفة ولا دهاليز علم الكلام ولا جدال فهل نقول لهم لاتتشيّعوا ياشيخ ؛؛؛؛
ولقد ساهمت أنت في انتشار التشيّع حينما وصفت رجال حزب الله في إحدى خطبك بأنّهم المؤمنون حقا ؟ ما معنى ذلك ؟ ألا يعني تزكيتك للمذهب الذي يعتنقه رجال حزب الله وهو مذهب أهل البيت (ع)، والناس ليس لها علم بما في الصدور ، وتأخذ القول على ظاهره وأنت رئيس علماء المسلمين ؟
فها أنت قد بشّرت به من دون أن تشعر ، والحق ينطق منصفا وعنيدا ...
كما أنّ من أسباب انتشار التشيّع كثرة القنوات الفضائية التي تتحدّث عن أهل البيت وترآثهم المغيب طيلة أربعة عشر قرنا ؟ تلك الفترة التي حجبت السلطات الحاكمة من أسلافك عن الأمة كل ما يتعلق بأهل البيت(ع) من تراث وتعاليم ، والآن فتحت الشعوب أعينها على هذا التراث الذي يمثل الإسلام الأصيل النقي من خلال هذه القنوات وبدأت تعيد حساباتها في المعتقد والموروث الثقافي في غياب ثقافة أهل البيت الذين أوصى بهم الرسول الأعظم (ص) كما كان لشبكات المعرفة الأثر الواضح في الاطّلاع على هذا التراث المقدّس الذي كان محرّما دخوله في أيّ بلد إسلامي ويطارد على حدود هذه البلدان . أمّا الان ومع وجود هذه الشبكة فقد أصبح من اليسير الاطلاع عليه عن كثب ، ومعرفة الخدع التي تعرّض لها المسلمون على مقاعد الدراسة طوال هذه السنين التي جلبت لهم الهزائم والنكسات والتخلف
وكذلك ما فعلته انتصارات حزب الله على أعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط ، وقد رأى المسلمون أنّ هذا الحزب يستمدّ قوته من عقيدته الشيعية التي كانت وما تزال ينبوع الشهادة على مسار التاريخ على عكس العقائد ا. التي ما زالت تجر المسلمين من خيبة إلى خيبة ومن نكسة إلى نكسة وأخرى تجعل من بلاد الإسلام انهارا من دم تقطع على ضفافها رؤوس من قال لاإله إلا الله و باسم الإسلام ظلما وجورا ... هذا المشهد يا شيخ لابدّ أن يدعو الحر إلى التفكّر والتأمّل ولايمكن أن يكون الإنسان حبيس أفكاره الموروثة وهو ينظر إلى هذه الحقائق .
ولا تنس يا شيخ مآسي أهل البيت(ع) التي ساهمت ثورة الاتصالات والقنوات المعرفية في نشرها بعد غياب طويل وبعد تزوير وتشويه من: ( انتشار المطابع ) .( البحوث والدراسات ) المجادلات في النت ( البالتوك مثلا ) .
فكم شيّعت مأساة الحسين (ع) ، وكم شيعت مأساة الزهراء ؟ بل مأساة عبد الله الرضيع ؟؟؟؟ أحكي لك يا شيخ هذه الحكاية التي تنطوي على جريمة لاتماثلها أي جريمة في الماضي أو الحاضر وأبطالها منأسلافك الذين تدافع عنهم في كتبك :
كنت في العام الماضي في. القاهرة ، فتشرفت بزيارة مركز أهل البيت (ع) للعلوم الإنسانية ، وكان جلهم من أساتذة الجامعات ، فتحدثنا كثيرا عن المركز وكانت ليلتها يقيمون العزاء على أم البنين وكان المحاضر أحد الدكاترة وأحد الصحفيين المعروفين الذين اعتنقوا مذهب أهل البيت (ع)، وفي أثناء الحديث تطرقنا إلى أهداف المركز وأنّهّ لنشر تراث أهل البيت (ع) فقط ، ولكن هناك من يأتي ويسأل عن أهل البيت (ع) فمنهم من يظهر تعاطفه ومنهم من يعتنق المذهب من دون أن ندعوه وضرب لي مثلا :
يقول محدثي : كنا في محرم نجدد ذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام ، وإلى جانب الكتب التي تتحدث عن مصاب الحسين (ع) كنا نلصق رسوما على حائط المركز من الداخل ، ومن ضمن الرسوم رسمٌ لعبدا لله الرضيع (ع) وهو ينزف دما من أثر السهم ، فدخلت علينا إحدى الأخوات المصريات لتتفرج على الرسوم وتتساءل ، فلفت نظرها رسم عبدا لله الرضيع ووقفت عنده تتأمل ، ثمّ سألت عن هذا الطفل وما قصّته ، فشرحنا لها القصة وما تعرّض له من العطش والقتل ، .ولم نكد ننهي القصة حتى أجهشت بالبكاء والنحيب وعلى إثر ذلك اعتنقت مذهب أهل البيت (ع) وتبرأت من كل ما عداه وخاصة المناهج الأموية التي تروّج لها في كتبك ياشيخنا العزيز ؛
فمآسي أهل البيت التي صنعهاا سادتك يا شيخ هي التي تقود الجماهير الآن إلى التشيع ؛ ومن هنا نعرف يا شيخ سرّ هجومكم على مراقد أئمتنا (ع) ووصف زيارتها بالبدعة ؛ لأنها أيضا تساهم في انتشار التشيع ، وسلطاتكم تخاف من ائمتنا حتى وهم في رموسهم ، لأن أفئدة الناس تهوي إليهم فيشاهد الناس كراماتهم فيؤمنوا بقيادتهم ، وأنت تعلم يا شيخنا العزيز كم قبيلة نزحت من شبه الجزيرة العربية إلى العراق وجاورت أضرحة الأئمة عليهم السلام واعتنقت مذهب أهل البيت (ع)من دون أن يدعوها أحد إلى ذلك ، وأشهر هذه القبائل في العراق قبيلة شمّر وغيرها كالجبور . وكذلك القبائل العراقية كالعبيدي التي لم يمض على تشيع بعض فروعها يضع سنين .
أرأيت يا شيخ كيف أن التشيع ينشر نفسه ولا يحتاج إلى أحد ، ولو تركتموه ولم تطاردوه لرأيتموه في قعر دوركم وأنتم لاتشعرون .
أمّا زعمك بأنّ الشيعة تصرف المليارات ؛ فالكل يعلم ما تعانيه الشيعة من التهميش والفقر ، وهي لاتملك آبار البترول كما يملكها الآخرون وأنت ممن يمرح ..ويسرح في خيرات مردودها ،وهذا واقع لايحتاج إلى جدل ..
أمّا قولك . أنّ إخواننا السنة لايملكون مناعة أو حصانة مذهبية ، فهذا إجحاف بحقهم ؛ إذ إن كل الذين يقتنعون بمذهب أهل البيت (ع) هم من كبار الأساتذة والعلماء ، فإذا كان خريجو الأزهر وأساتذة الدراسات العليا. لايملكون الحصانة العقائدية ، فمن الذي يملك تلك الحصانة ؟ أهم مساحو ألأحذية ؟ علما بأنّ منهم من هو أعلم منك في البحث والتحقيق يشيخ ( شوف لك غيرها هذي ما تركب ) .
وأعتقد أنّ الذي أصاب شيخنا بهذه الهستيريا -عافاه الله منها -إضافة إلى انتشار التشيع في العالم كانتشار النار في الهشيم رغم ما تبذله الجهات التي يعرفها شيخنا المبجل من المليارات لإيقاف هذا الزحف المقدس إضافة إلى ذلك هو كتاب ( القرضاوي وكيل بنى أميّة ) الذي قام بتأليفه أخونا الدكتور أجمد راسم النفيس ( مصري ركب سفينة أهل البيت (ع) ) ، ونحن لايسعنا في نهاية هذه الدردشة إلا أن نعزيك يا شيخنا العظيم خاصة وأنّ هناك أحد إخواننا السنة قد ألّف كتابا عنوانه ( الشيعة قادمون ) .