بسم الله الرحمن الرحيم
***************************
قال الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ .
في عقيدتنا أن ذكر محمد وآل محمد لا تتوقف عند مفهوم المحبة وكفى كما هو لدى البعض من المسلمين ، إنما هي عقيدة إيمانية راسخة تقوم على المتابعة والولاء لهم والبراءة من أعدائهم .
لذا فأننا نؤمن بأن الصلاة على محمد وآله الطاهرين تنفع الإنسان ليس في الدنيا وحسب ، وإنما ينتفع بها الإنسان في ثلاثة عوالم كما جاء في الروايات وهم :
الأول : عالم الدنيا .
الثاني : عالم البرزخ .
الثالث : عالم الآخرة .
إلا أن وقع خلاف وإشكال بين علماء التفسير للقرآن الكريم ، حول المقصود من (وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ في الآية الكريمة .
حيث يتبين لنا ومن خلال تفسير هذه الآية الشريفة إتجاهين ورؤيتين بين العلماء :
الإتجاه الأول : يقول أن المقصود بـ (وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ، هو تحية الرسول صلى الله عليه وآله ، والدعاء له .
الإتجاه الثاني : يذهب إلى أن المقصود بـ (وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ، هو التسليم له في كل شيء جاء به ، وليس المراد منه التحية له صلى الله عليه وآله .
وتبنى هذا الإتجاه الثاني علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، للروايات المتواترة عن الأئمة الأطهار سلام الله عليهم .
ويبدو لي أن وجود بعض التساؤلات لدى بعض الموالين حول إدخال (وسلم) عند الصلاة على محمد وآل محمد كالقول (اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد) نابع من أمرين :
الأول : شياعها في المجتمع الإسلامي ، في الكتب والمدارس والإعلام وو .
الثاني : لورود اللفظ لدينا في بعض الأدعية المروية عن الأئمة عليهم السلام .
ولكن يُرد على هذا التساؤل أو الشبهة ، بجوابين تامين :
الجواب الأول / أن هذه الإضافة ليست مروية عن أهل البيت عليهم السلام على نحو الإلتزام ، وإنما وردت في بعض الأدعية كما ذكرنا .
الجواب الثاني / أن هذه الإضافة لم ترد في ذكر الصلاة على محمد وآل محمد في تشهد الصلاة الواجبة فتأمل .
وقبل الختام لابأس ، ومن منطلق الفائدة ، أن نذكر لكم بعض أقوال علمائنا رضوان الله عليهم ، بخصوص هذه المسألة ، ونبدأ بالسؤال التالي :
السؤال أيهما أفضل :
قول : اللهم صل على محمد وآل محمد ؟
أو قول : اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد ؟
الجواب :
:: آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله ::
الأولى هي الأفضل لاشتهارها .
:: آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله ::
لا إشكال في إضافتها ، وإن كان بلا إضافة ـ اتّباعاً للأئمة المعصومين سلام الله عليهم ـ فهو أفضل .
:: آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله ::
الثاني أفضل لما فيها من زيادة في التكريم .
:: آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري دام ظله ::
كلاهما ذو فضل .